الصفحات

الأربعاء، 20 أبريل 2016

الرئيسية قصة: من أفكار الصالحين،لمحمد بنخنو

قصة: من أفكار الصالحين،لمحمد بنخنو











من أفكار الصالحين


كتب: محمد بنخنو



في سفري الأخير إلى مدينة تطوان ، أواسط الشهر الماضي ، الذي كان من أجل المشاركة في اليوم التواصلي الأول لجمعية : صداقة وإخاء للمهاجرين بالمغرب،الفتية ..وأيضا من أجل زيارة والدتي ـ حفظها الله من كل بأس ومكروه ـ التي تقيم مع إخوتي بمدينة مرتيل . سردت عليها جميع نشاطاتي الثقافية وأحوال أسرتي الصغيرة فترة غيابي عنها كالمعتاد . ومن بين الحكي الذي حكيته لها أثار حافظتها موضوع قصة الرّحى الصغيرة ، التي نشرتها عبر هذا الفيسبوك، ولا تزال مدونة على صفحتي بعنوان (أحلى دقيق).
فقالت لي وهي متشوقة للحديث عن كل جديد أوقديم يتعلق بمدينتها شفشاون مسقط رأسها: أجل ياولدي ، تلك الرحى التي كانت جاثمة على الساقية ، بجانب النهر!! كنت أعرف فيها رجلا صالحا مفكرا عبقريا وأنا صبية ، كنت أرافق أمّي رحمها الله إلى " رأس الماء " لتغسل الصوف جيدا وأنا ألعب وأمرح وسط المياه الجارية التي كانت تصل حد ركبتيّ وفي بساتين الضفتين مع صبايا نساء أخريات كنّ يفعلن نفس الشيء ، ومن طبيعة الحال ،لا بدّ أن يتناثر من الصوف شيء فتجرفه المياه .. لكن ذلك الرجل الصالح المذكور، كان يضع في الماء الجاري أسفل النسوة أغصان أشجار يابسة كثيرة ، فتعلق فيها نتيفات الصوف ، كمصفاة . وقبل الغروب ينتهي عمل النساء ويبرحن الوادي فرادى وجماعات.. فيأتي دور الرجل صاحب الرحى ، ليلتقط كل ما علق بالأغصان المعترضة من صوف خالصة ، فيجمع كل يوم مشمش كمية لا بأس بها. وبعد أن يتوفر لديه الكثير، يصنع منها له ولغيره جلابيب وأغطية ، ويترك النهر نظيفا صافيا رقراقا.
شكرت والدتي على قصتها الرائعة ، وبعد أن غادرت إلى شفشاون، سردت قصة الرجل الصالح المفكر على أهلي، فاقترح عليّ أحد أبنائي ، بأن أنشرها على الفايسبوك كتكملة لأقصوصة " أحلى دقيق "...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.