فاطمة الزهراء داود
الْأَصِيلْ
هَاهِيَ ذِي شَمْسُ يَوْمٍ جَدِيدٍ
تَغْرُبْ ...
أَصِيلُ الْيَوْمِ؛ أَوْحَشُ وَأَغْرَبْ
لَقَدْ انْزَوَيْتُ إِلَى غُرْفَتِي
الْقَاتِمَةِ انْزِوَاءً
أَمْلَأُ وِسَادَاتِ السَّرِيرِ بُكَاءً
فَبِرَحِيلِكَ يَا جَدِّي
صَارَتْ عُيُونِي نَبْعًا فَيَّاضًا
بَعْدَمَا وَقَفْتُ وَقْفَةَ الْجَلَّادِ
عَلَى سَرِيرِكَ وَأَنْتَ السَّجِينْ
مَكْتُوفَةَ الْيَدَيْنِ، أَعِدُّ
مَا بَقِيَ لَكَ لِتُكْمِلَ السَّبْعِينْ
أُبْصِرُ فِي عَيْنَيْكَ اضْمِحْلَالًا
وَفِي أَطْرَافِكَ هَوَانًا
مُحْزِنٌ هُوَ عَجْزُكَ أَمَامَ أَحْبَابِكْ
مُؤْسِفٌ حَقًّا رَدُّكَ مَنْ يَحْتَاجُكْ
سَيْفُ الْعَجْزِ يَطْعَنُنِي طَعْنَةً
دَامِيَهْ
وَمَنْ حَوْلِي كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ
نَخْلٍ خَاوِيَهْ
يَتَرَقَّبُونَ، وَأَعْيُنُهُمْ تَدْمَعْ
أَرْجُوكْ ... لَا تَجْزَعْ
هَذَا يَزِيدُ مِنْ عَذَابِي الَّذِي
طَالْ
بَعْدَمَا انْقَشَعَتْ عَنْ سَمَائِنَا
أَكَاذِيبُ الْآمَالْ
بِأَنَّ شِفَاءَكَ مُسْتَحِيلٌ وَمُحَالْ
حِينَ يَبْسِطُ الْمَوْتُ جَنَاحَيْهْ
فَمَنْ ذَا سَيُعَادِيهْ
وَيَسْأَلُهُ وَيُعَاتِبُهْ
أَسْمَعُ آخِرَ التَّنَاهِيدْ ...
لَا أَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ وَالتَّجَلُّدَ
بِالصَّبْرْ
لَا أُطِيقُ الْمُكُوثْ
الدُّمُوعُ تُخُونُنِي كَمَا خَانَنِي
الْجَمِيعْ
أَغْبَرَ عَالمَيِ وَرَحَلَ الرَّبِيعْ
ضَاعَ كُلُّ شَيْءْ
وَانْتَهَى زَمَنُ الْأَحْلَامْ
تَعَالَى الصُّرَاخُ وَالنَّحِيبْ
يَبْكُونَ لِفِرَاقِ الْحَبِيبْ
دُمُوعِي تَخُونُنِي ثَانِيًا وَثَالِثًا
... كَمَا خَانَنِي الْجَمِيعْ
تَخْذُلُنِي كَمَا خَذَلَنِي الْجَمِيعْ
حَسِبْتُهَا جَفَّتْ بِعِبَارَاتِ
التَّعْزِيَهْ
حَسِبْتُهَا مَلَّتْ مِنْ أَحْلَامِي
الْخَاوِيَهْ
سَقَطَتْ عَلَى جُثْمَانِكَ يَا جَدِّي
تَنَاوَلَهَا جِسْمُكَ النَّحِيلُ
الْهَاوِي
الْتَقَطَتْهَا أَطْرَافُكَ الْبَارِدَةُ
الْمُزْرَقَّهْ
كَنُقْطَةِ حِبْرٍ سَوْدَاءَ عَلَى
صَفْحَةِ وَرَقَهْ
أَنْظِمُ السَّطْرَ إِلَى السَّطْرِ؛
أَرْثِيكْ
فَأَلْحَانُ حُزْنِي سَتَسْتَهْوِيكْ
أَمْحُو صَفَحَاتٍ ... وَأَشُقُّ
صَفَحَاتْ
كَمْ خِفْتُ الْعَتَرَاتْ ...
أُخْفِي بَيْنَ سُطُورِهَا أَقْسَى
الْعِبَارَاتْ
فَمَا الْقَوْلُ فِيكَ بِقَلِيلْ
فَيَا لَيْتَ الزَّمَانَ يَعُودُ
يَوْمًا
وَيَا لَيْتَكَ تَعُودُ أَيْضًا
فَدُمُوعِي تُسَابِقُنِي إِلَيْكَ
فَيْضًا
وَعَلَى نِسْيَانِكَ مَا اسْتَطَعْتُ
يَوْمًا
فَلَا تَجْرَحْ وِجْدَانِي بِسَيْفِ
وَجْدِي
وَتُلَطِّخْهُ بِالْأَسَى يَا أَعْظَمَ
مَجْدِي
فَلَا الْأَحْزَانُ وَلَا الْآمَالُ
الْآنَ تُجْدِي
الْحَقِيقَةُ أَنَّنِي فَقَدْتُكَ جَدِّي
رائع الجلال والجمال
ردحذفسلطانة الكلمة لالة فاطمة الزهرا داود
ردحذفقصيدة اكثر من رائعة ،مزيد من الابداع و العطاء
ردحذففخر الأدب المغربي الشاعرة المتألقة لالة فاطمة الزهرا
ردحذفbravo prima had chi 3andk ghzaaaal bhaliik
ردحذف