مؤسسة عمر بن الخطاب بتمروت، منارة التعليم العتيق بشفشاون
عُرف
إقليم شفشاون منذ القدم، بإقبال أهله على طلب العلم وتيسير ذلك على من عزم عليه ،
مما جعل الأجيال المتعاقبة تتوارث هذه العناية، إلى أن وصلت إلى زماننا هذا.
ومؤسسة عمر بن الخطاب الخاصة للتعليم العتيق، نموذج حي لهذه السنة الحميدة، والتي
تظهر بالملموس إلى أي حد يقدر أهل غمارة تدريس العلوم الشرعية.
فجل
الزائرين لقرية وزين بجماعة تمروت، يقفون احتراما لهذه المعلمة العلمية، ليس لعلو بنيانها،
أو لزخرفتها المعمارية، بل لكثرة إقبال الطلبة من مختلف الأعمار عليها، طلبة
حجوا من مختلف الجهات، للنهل من فقهاء وأساتذة لم يثنهم تواجد المؤسسة بمكان قصي عن تقديم رسالتهم النبيلة.
غير أن
أهم ما يميز هذه المدرسة، هو الإنخراط الإيجابي للفتاة في تعلم العلوم الشرعية.
فإذا كانت المدرسة المغربية تعاني من انقطاع تمدرس الفتاة القروية، فمؤسسة عمر بن الخطاب
تشكل استثناء يجعل منها نموذج يحتدى به، حيث أنها استطاعت بفضل مجهودات مسيريها، تحويل الفتاة القروية، من طفلة ينحصر اهتمامها بأمور البيت والفلاحة، إلى طالبة علم تنافس أقرانها من الذكور في حفظ القرآن الكريم، وألفية ابن مالك، ودراسة الحديث والتفسير وغيرها من العلوم التي ظلت إلى وقت قريب حكرا على الرجل.
ولا يقف تقدير هذه المؤسسة عند أهل غمارة فقط، بل يتعداه إلى السلطات العليا بالإقليم، فهذا عامل الإقليم يحرص على حضور حفل افتتاح السنة الدراسية بمقر المؤسسة، وهو مايفعله أيضا علماء ودكاترة وشخصيات دينية ومسؤولون إقليميون وجهويون، لتكتسب بذلك هذه المنارة العلمية، شهرة تجاوزت الإقليم إلى باقي ربوع المملكة.
لطفي آحميدان
الشاون أنفو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق