الهلال الأحمر يقود حملة الدفء بشفشاون
أطنان من المواد الغذائية والأفرشة توزع على أسر حاصرتها الأمطار والثلوج
دشنت منظمة الهلال الأحمر المغربي، بداية الأسبوع الجاري، حملة تضامنية لفائدة سكان المناطق الجبلية النائية، الذين يعانون شظف العيش وقساوة الظروف الطبيعية، وارتأت أن تكون بداية عملها الإنساني من منطقة "تاشكا"، القريبة من جماعة باب برد بإقليم شفشاون. وأشرف على انطلاق هذه الحملة، التي نظمت بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية وبتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، عامل إقليم شفشاون، إسماعيل أبو الحقوق، إلى جانب محمد سوعلي، المنسق الوطني لمشاريع وبرامج الهلال الأحمر المغربي، اللذان وقفا بالمكان على عملية توزيع هذه المساعدات الإنسانية، المتكونة من أطنان من المواد الغذائية كالدقيق والأرز والقطاني والزيت والسكر والشاي، بالإضافة إلى مئات الأغطية والأفرشة وبعض المستلزمات الضرورية.
وجندت المنظمة لهذه العملية الإنسانية، أزيد من 50 من الأطر والمتطوعين، أغلبيتهم إناث، الذين بادروا إلى مساعدة الشاحنات في رحلتها الشاقة لإيصال حمولتها إلى هذه المناطق النائية، وشاركوا بعفوية في لحظات الفرح التي عبر عنها المستفيدون وهم يتسلمون حصصهم، حيث عملوا بجد وتفان لضمان سلامتهم بعد أن عاشوا كوابيس المعاناة بسبب الظروف المناخية القاسية، التي عزلتهم عن العالم الخارجي وحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
وذكر عبد القادر الحوضي، رئيس الفريق الوطني للتدخل في الكوارث، أن هذه المبادرة تأتي في سياق العمل الإنساني الذي تقوم به كل سنة منظمة الهلال الأحمر المغربي، وتهم سكان المناطق الجبلية المعزولة بكل من أقاليم شفشاون وتازة وفكيك، التي جرى تصنيفها ضمن الأماكن الأكثر عرضة للخطر، ويعاني سكانها أوضاعا حياتية تتسم بالقساوة وصعوبة مواجهة موجة البرد القارس، مبرزا أن المنظمة ستعمل على توزيع أطنان من المواد الغذائية الأساسية وعدد كبير من الأغطية والأفرشة، التي تساعد على التخفيف من قساوة حصار الطبيعة في فصل الشتاء.
أما بخصوص إقليم شفشاون، الذي تتميز تضاريسه بصعوبة طرقه ومسالكه الجبلية، فذكر الحوضي أن المنظمة ستحل بثلاث مناطق، التي تعتبر الأكثر تعرضا لعزلة تامة خلال فترات طويلة بسبب الثلوج، وذلك انطلاقا من منطقة "تاشكا" القريبة من مركز باب برد، التي ستستفيد بها 220 أسرة، وكذا منطقة تلاسلطان (300 أسرة)، بالإضافة إلى منطقة تاموروت (200 أسرة).
وتعاني هذه المنطقة الجبلية المعزولة، أوضاعا حياتية تتسم بالقساوة وصعوبة مواجهة البرد القارس المصحوب بتساقط الأمطار والثلوج، بالإضافة إلى انعدام البنيات التحتية الضرورية، خاصة الطرقات والمسالك التي تصبح خلال هذه الفترة غير صالحة وتتسبب في عزلة تامة عن مناطق التزود بالمواد الغذائية الأساسية، ما يؤدي إلى ارتفاع أثمنتها ويصبح من المستحيل الحصول عليها.
وفي هذا الصدد، أبدى محمد البقالي، وهو أب لثلاثة أطفال، ارتياحه لوصول قافلة المساعدات الإنسانية لهذه المنطقة الجبلية، إلا أنه عبر عن أسفه لوجود عدد من المشاكل التي تعترض سكان قريته، لغياب موارد الحياة نتيجة انعدام فرص الشغل بالمنطقة، بالإضافة إلى غياب طرق معبدة تضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة مشيا للتبضع، خصوصا حينما تحاصر المنطقة بكميات من الثلوج، وتصبح حياة الإنسان والحيوان في خطر.
وتبقى المبادرات الإنسانية، التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني وبعض مؤسسات الدولة، هي الآمال الوحيدة التي يتشبث بها سكان المناطق الجبلية للتخفيف من معاناتهم في أفق إعداد إستراتيجيات جديدة توفر للسكان ظروف عيش كريم عبر دعم مالي قار، واستثمارات تنعش شرايين التنمية بهذه المناطق المعزولة.
الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق