الصفحات

الخميس، 16 يونيو 2016

الرئيسية مقال في رمضان مع رياض بن خنو: الحلقة 2: " إمارة شفشاون و طموح الإطاحة بمملكة فاس"

مقال في رمضان مع رياض بن خنو: الحلقة 2: " إمارة شفشاون و طموح الإطاحة بمملكة فاس"





مقال في رمضان مع رياض بن خنو: الحلقة 2: " إمارة شفشاون و طموح الإطاحة بمملكة فاس"
بنى مدينته و دار سلطانه وعين الشيخ علي بن عسكر(1) قاضيا للجماعة والشيخ علي بن ميمون(2) كاتبا له و أحاط نقسه بمجموعة من الفقهاء و المستشارين(3) . جعل لإمارته علما و جهز جيشا (4) و بسط سيطرته على جبال خارج أسوار المدينة.
هكذا استتب ملك الأمير علي بن راشد و ازدهرت مدينته بصناعها و تجارها(5) واغتنت بجبايات القبائل التابعة لها و بما أغدق جهاد البرتغاليين من غنائم عليها ، فعظمت شوكة الإمارة و امتنعت عن دفع الضرائب للدولة الوطاسية (6) ، كما ازدادت أطماع الأمير بالتوجه إلى فاس والإطاحة بمملكة بني وطاس. فما كان للسلطان محمد الشيخ إلا أن يحرك جيشه صوب شفشاون للقضاء على ثورة الأميرعلي بن راشد سنة 901ه / 1495م و إعادة المنطقة إلى أحضان دولته. ومن أجل تحقيق ذلك، عمد إلى طلب عون الجيش البرتغالي بسبتة و ترك ابنه الوزير يحيى رهينة عندهم تحرر شريطة القضاء على الإمارة الراشدية و الالتزام بتنفيذ العهود المبرمة .
مع اقتراب جيش التحالف الوطاسي البرتغالي إلى المدينة، فضل الأمير علي بن راشد عدم الخروج للمواجهة، واختار الاعتصام بجبل في منطقة قريبة. ثم وصل الجيش السلطاني واقتحم شفشاون الخالية من أميرها و سكانها و قام بتخريبها و إحراقها. وبغية فض النزاع و حل الخلاف، توسط شرفاء المنطقة بينه وبين السلطان، فعفى عنه الأخير و أمره بالانتقال إلى فاس ليخضع للإقامة الإجبارية، حسب ما ذكر في مؤلف عروسة المسائل فيما لبني وطاس من الفضائل. ثم أعاد السلطان الأمير علي بن راشد إلى شفشاون و عينه واليا عليها و على أحوازها. و استمر في حكم إمارة شفشاون الجديدة التابعة للدولة الوطاسية سنوات عدة إلى أن وافته المنية سنة 917ه/ 1511 ميلادية (7) .
وفي هذه الأبيات يسرد لنا الشيخ محمد الكراسي وقائع الأحداث (8) :
"و ثار في شفشاون وصالا ذاك الشريف العادم المثالا
دعا لنفسه و جاء الطمع أن يدخل الحضرة أو يطلع
على بلاد مغربنا سلطانا خاف و خاب رأيه ما كانا
تحركت لداره الجنود فاس و مكناس لهم بنود
حتى إلى سبتة كرها قدما ولده يحيى الوزير المكرما
وبقي السلطان في محلته و رحل الوزير في حميته
نزل في شفشاون تحت الديار وظهر الغلب باخراب القرار
..خلا داره و مرفقه و أحرق الدار فصارت محرقة
فانحصر ابن راشد في الجبل بالانقطاع و تمام الحيل
فطلع السادات للشريف لاموه عما كان من تحريف
دخل في الطاعة و الجماعة و تبعت شفشاون بالطاعة
وجاء بعد ذلك ابن راشد لدار مولانا الكبير الماجد
قابله بالصفح و الإرضاء عما جناه في الخلاف...."
فور وفاة الأمير علي بن راشد أخذ بزمام حكم الإمارة ولداه إبراهيم فمحمد حتى سقوطها على يد السعديين ، بعد قرابة نصف قرن(9) من الزمان عاشت فيه البلاد مجموعة من المتغيرات و الأحداث.
يتبع..
رياض بنخنو.
المصادر و المراجع
(1)والد الشيخ محمد بن عسكر صاحب كتاب دوحة الناشر
(2) لمحات تاريخية عن مدينة شفشاون، مجلة دعوة الحق، العدد 177
(3) عبد القادر العافية، الحياة السياسية و الاجتماعية و الفكرية بشفشاون و أحوازها خلال القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي ،مطبعة فضالة ، المحمدية ،1982، ص: 88.
(4)مرمول كربخال، وصف أفريقيا،ترجمة عن الفرنسية،الجزء الثاني، الجمعية المغربية للتأليف و الترجمة و النشر،مطابع المعارف الجديدة،1989.
(5)لحسن الوزان، وصف أفريقيا، ترجمة عن الفرنسية، الجزء الأول، ، الطبعة الثانية، دار الغرب الاسلامي، 1983، ص.331.
(6)الحسن الوزان، وصف...،ص: 331
(7)عبد القادر العافية، الحياة السياسية ..، ص: 92.
(8) محمد الكراسي، عروسة المسائل فيما لبني وطاس من فضائل، المطبعة الملكية، الرباط، ص: 17-18.

(9)عبد القادرالعافية، الحياة السياسية...، ص 120.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.